ذكريات راحل، هي الرواية الثالثة من روايات خالد ضياء أوشاقلي كيل بعد روايتي سفيل ونميده. إن هذه الروايات التي ذكرناها، تكوّن روايات الكاتب فيما بعد روايات أيام إزمير التي سينشرها بمفرده أو مع شركائه عام ١٩٨٢.
إن رواية ذكريات راحل صدرت على شكل حلقات مسلسلة في جريدة الخدمة الصادرة في إزمير (رقم ٤٠٠، ما بين تشرين الثاني ١٣٠٦ (١٨٩٠) – ورقم ٤٥١، ١٩ أيار ١٣٠٧ (١٨٩١)، وبعد ذلك يطبع كتابا عام ١٨٩٢ في إزمير. وعند الإشراف إلى عام ١٩٤٣ نرى أن خالد ضياء قد صاغ روايته ذكريات راحل كباقي رواياته بصيغة مبسطة ثم نشره. والطبعة هذه اتخذت أساسا في النشر الذي بين يديكم.
خالد ضياء اوشاقلي كيل، كما في روايته نميده فإنه يؤسس الحكاية على أساس مثلث من العشق: وجدي الذي عشق نيغار ابنة عمته ومقابل هذا كانا نيغار وحسام يحبان بعضهما (كلاهما يحب الآخر)... من جهة جريان الواقعة ومن ناحية أخرى تشبه نميده شابان أقرباء ينشآن معا وبعد فترة يشترك شخص ثالث معها. إلا أنه لما يُدنى من التفاصيل لا يمكن التغاضي عن بعض الفروق بينها.
وكما يفهم من اسم الكتاب، فإن القسم الأهم من الأحداث (اعتبارا من القسم الثالث) ينقل من مذكرات مفكرة وجدي. أسلوب التفهيم الذي كان يستخدم في كتابه (دلي) المجنون، وهو أحد الأمثلة الهامة على الأسلوب الواقعي في التفهيم، الذي يتفق مع فهم المؤلف للأدب.
إن القاسم المشترك الآخر بين هذا الكتاب للمؤلف والكتب الأخرى له التي ألّفها في هذه الفترة من روايات وقصص هو فقد أبطالها الممثل من أحد الأبوين أو كلاهما. وإن هذا الأمر جعلهم ينظرون إلى الحياة نظرة شؤم. فإن هذه المزية في كتابه ذكريات راحل تظهر نفسها في أثره وجدي بشكل أكبر.
ذكريات راحل ، جهة الصنعة الروائية للكاتب فيه مهم ويظهر بداية كماله في الإبداع. هذه المزية ذكرت من قبل المؤلف بالذات في مذكراته. حقيقة عندما ينظر بهذا المنطق يرى أن الخلل الذي كان يلاحظ في مؤلفاته السالفة قد زالت بنسبة كبيرة.
وأما الجانب المهم جدا في ذكريات راحل فهو تدهور وجدي واستسلامه السريع أمام الحقائق التي يعيشها والتصرف بشعور الهارب، فهو نموذج لأحمد جميل بطل كتابه مائي وأسود وهو أهم مؤلف للكاتب. كذلك فيما يتعلق بالآراء في الشعر المذكور في ذكريات راحل فإنها تظهر تشابها لآراء أحمد جميل في مائي والأسود.
وكما يرى فإن رواية خالد ضياء أوشاقلي كيل، تكوّن وظيفة جسر بين مؤلفاته السابقة وفترة براعته وتحظى بقيمة رواية انتقالية.
أورخان أوغوز