الحمض النووي الريبي المنقوص الأكسجين الذي يعرف باسم (دنا) DNA ويشكل جزيئة الحياة الرئيسية على الأرض وهو في شكل السلم المطوي حلزونيا، الذي تتكون دعائمه من أربع جزيئات مختلفة، تشكل الأحرف الأربعة للرمز الوراثي تدعى هذه الدعائم النوكليوتيدات (Nucleotides)
وهي التي تعطي التعليمات الوراثية لصنع عضوية معينة ولكل شكل من أشكال الحياة على الأرض مجموعة مختلفة من التعليمات تكتب أو توضع باللغة ذاتها حتما الاختلاف في هذه التعليمات هو السبب في اختلاف الكائنات العضوية والتحول أو الطفرة الوراثية هي تغير في النوكليوتيد يعاد نسخه في الجيل التالي الذي يولد فعلا، وبما أن التحولات هي تغيرا نوكليوتيدية تحدث عشوائيا فإن أغلبها يكون مؤذيا أو مميتا ويعمل على إيجاد إنزيمات لا تقوم بوظائفها. ولا بد من الانتظار فترة طويلة حتى يتمكن التحول من جعل الكائن العضوي يعمل بشكل أفضل. ومع ذلك فإن هذا الحدث غير المحتمل، والذي هو عبارة عن تحول صغير ومفيد في نوكليوتيد لا يبلغ طوله سوى جزء من عشرة ملايين جزء من السنتمتر، هو الذي يجعل التطور ينطلق
والحمض النووي (دنا) هو حلزون مزدوج، ويشبه خيطاه الملتفان أحدهما على الآخر درجا أو سلما حلزونيا . وإن توالي أو انتظام النوكليوتيدات على أي من هذين الخيطين المكونين له هو لغة الحياة وخلال التوالد ينفصل الحلزونان بمساعدة بروتين خاص بالفصل، ويشكل كل منهما نسخة مماثلة للآخر من أحجار البناء النوكليوتيدية العائمة في السائل اللزج لنوى الخلايا وما أن تبدأ عملية الفصل حتى يساعد إنزيم متميز يعرف بإنزيم النسخ في التأكد من أن النسخ يتم بشكل كامل تقريبا . وإذا ارتكب خطأ ما فهناك إنزيمات تصحح الخطأ وتبدل النوكليوتيد الخاطيء بآخر صحيح. هذه الإنزيمات هي مكائن جزيئية ذات قدرات كبيرة جدا
كانت الأشياء الحية الأولى غير معقدة على غرار ما هي عليه العضوية ذات الخلية الواحدة التي تعد شكلا معقدا من أشكال الحياة. أما أولى المتحركات فكانت أكثر تواضعا ففي تلك الأيام المبكرة كان البرق والأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس تحطم جزيئات الجو الأولى الغنية بالهيدروجين، ثم لا تلبث هذه الشظايا أن تتحد تلقائيا لتشكل جزيئات أكثر تعقيدا. وكانت نواتج هذه الكيمياء المبكرة تنحل في المحيطات مشكلة نوعا من الحساء العضوي يزداد تعقيده بالتدريج إلى أن جاء يوم بمحض المصادفة نشأت أو تشكلت فيه تلك الجزيئة القادرة على صنع نسخ مماثلة لذاتها مستخدمة جزيئات الحساء الأخرى أحجار بناء.
كانت العضويات السائدة في أغلب فترة المليارات الأربعة من السنين التي مرت منذ نشوء الحياة هي الطحالب المجهرية ذات اللون الأزرق المخضر والتي كانت تغطي المحيطات وتملؤها . أعقب ذلك قبل نحو 600 مليون سنة أن تحطمت سيطرة الطحالب التي كانت تحتكر الأرض وحدث انتشار واسع النطاق لأشكال جديدة من الحياة عرف هذا الحدث بانفجار كامبريان.
بالرغم من ولعنا به فإن الأكسجين، سام تماما للمواد العضوية غير المحمية. وقد شكل التحول إلى جو مؤكسد أزمة حادة في تاريخ الحياة، وأدى إلى فناء عدد كبير من العضويات التي لم تستطع التكيف مع الأكسجين ولا يزال يوجد حتى الآن عدد قليل من الكائنات الحية البدائية كالبوتوليزم وعصيات الكزاز لا يمكنه العيش إلا في بيئة خالية من الأكسجين
كان يوجد على رفوف المكتبة كتاب لعالم الفلك أريسطاركوس من ساموس (Aristarchus of Samos)
الذي أكد أن الأرض هي أحد الكواكب وتدور مثلها حول الشمس وأن النجوم موجودة على مسافات كبيرة جدا منا، وأن كلا من هذه الاستنتاجات صحيح تماما، لكن كان علينا أن ننتظر زهاء ألفي سنة لكي نكتشف هذه الحقائق مرة أخرى